اميرة الجن المظلومة 14



 #اميرة_الجن_المظلومة ..

الحلقة 14 ..

بقلم طارق اللبيب ..


فقالت نائلة ..احكي لي يا اميرتي فانا احب ان اسمع منك.. 

قالت الاميرة اتدرين يا نائلة ..وزنت شرف اخي وعزة نفسه وغروره 

بحياتي وراحتي.. وبعت حياتي رخيصة في سبيله.. فما انا الا ميتة في ثياب الاحياء ..

لا اجد طعما في اكل ولاشراب.. ولاراحة في دعة ولانوم ..

انام بعين ارقة ..وجسد خائر فلاتكاد جفوني تمتلئ من النوم ابدا ..

يستمتع الناس بالصباح ..فاصبح وكانني بعثت من سرير علة ..

في صباح بالغم مكتسي وبالهم ملتحف.. 

يانائلة كانت روحي صماء فسمعت صوته.. وكانت عمياء فرات محياه.. 

ماذقت طعما بقلبي قبل طعمه ..ولاشربت روحي التي ظمأت له منه.. 

حبست مسلسلة بالاغلال سبعة اشهر ..فما شعرت بالوحشة لان طيفه في غرفتي.. 

في صباحي ومسائي ..وكنت في متعة وانا محبوسة من اجله وفيه وبسببه.. 

اطلق سراحي فكانت فرحتي برؤياه اعظم من فرحتي باطلاق سراحي.. 

لوددت اني بعد رايته ان يذهبوا فيقيدوني كما كنت.. حتى لا ادخل هذا القصر.. 

الذي يشاركه فيّ غيره فيه ..

يانائلة .. مارغبت يوما في خيانة ..ولا اعلم لمن تكون الخيانة لزوج اجبرت عليه ..

ام لحبيب جعلت روحي وقفا له.. ووهبت له حياتي وعمري ..

ماظنك يانائلة بين اميرة منقمسة .. قالت نائلة : منقسمة ؟؟ 

قالت لها : نعم منقسمة .. روحها لاتفارق حبيبها فهي تتبعه كظله.. 

وجسدها اما محبوس بين جدران غرفة مظلمة واما مسجون في قصور الامراء الضيقة.. 

اليست مقسمة ؟ 

ليتني كنت معه في حروبه وغزواته.. اطوف معه البلاد وانام معه بالصحراء.. 

واصطلي معه بحر الشمس وقسوة الرياح ..

ثم قامت الاميرة من على السرير ..وخطت بحطوات فاترة نحو النافذة الزجاجية ..

وجمعت منها الستار ثم فتحتها.. كانت النافذة تطل على ارص خضراء ممتدة..

من ورائها جبال وصحاري ..فلما دخل النسيم من النافذة اغمضت

الاميرة عينيها وتنفست طويلا..

وهي تقول ..

ابحث عن عطرك ان ياتيني خلسة ..فيخفف من نيران الهبت جوفي..

تقول نائلة في نفسها : ان امرها مستفحل وعلتها عصية.. 

لا ادري كيف اخفف عنها ..هي تائهة شاحبة تخفي كآبتها..

في ابتسامة متصنعة ..اظن ان الذي تخفيه اكثر من الذي تبديه.. 

ثم جاءت الاميرة من عند النافذة وجلست وتبسمت.. 

فقلت لها: انها ابتسامة حقيقية .. فنظرت اليّ وقالت نعم كانت آخر مرة اخاطره فيها.. 

عندما سلمت عليه واخبرته انني الاميرة سلمى تلعثم واضطرب وتقطع صوته.. 

ثم زادت ابتسامتها وهي تهز راسها وتقول.. انه رائع يانائلة انني اعشقه فقط ..

اعشقة ولا اعرف غير عشقه..

تقول نائلة لقد بدأت اشعر بها واحس المها حتى اصابني غم.. فاستاذنت منها..

اريدها ان تنام قليلا ..

استلقت الاميرة على ظهرها فوق سريرها الوطئ.. وهي تنظر الى سقف غرفتها الذي يزدان 

بالزخارف الاندلسية.. مليئا بالوان ماء الذهب تتدلى من وسطة ..شمعدانة(نجفة).. احست بان شيئا يسري في روحها ،كانه نسيم رياض تفتقت به الورود، مرسلة اريجها في صباح باكر، انه النوم ..ثقلت عينيها .. فرات في المنام الغابة المترامية الاطراف .. ووحوش تهزا بالمكان ، وغزلان تقفز وعيون من المياه تتفجر، وخرير مياه الغدران مع شقشة العصافير وتغريد البلابل يصنع الحانا عذبة ، ومعزوفات شجية .. وفجاة صمت كل شئ الا خرير المياه وهفيف الرياح اللطيفة مع اشجار المانجو .. سمعت صوت منشد عذب الصوت وهو يقول ..


ناداكِ قلبي ورح ضامها الوجدُ ..... بين السحاب وبين الريح والمطر

فروحي وروحك كالايدى مصافحةً.. اني اموت ساقضي اليوم من وطري


فنظرت الاميرة عن يمينها وعن شمالها فلم ترى احدا.. وبعد قليل سمعت صهيل فرس.. 

فالتفتت فاذا هو حافظ يشرق من بين الاشجار.. كانه القمر يتخلل السحب في ليلة الخريف الصامت..

متبسما تعلو جاجبيه قطرات من الماء هل هو نضح عرق التعب..

او ماء من السماء او الارض.. 

فلما رأته الاميرة جثت على ركبتيها.. ووضعت يدها على وجهها.. واجهشت بالبكاء وبكت بكاء حتى ان صوت نواحها يصدر صدى في الغابة.. نزل من جواده ولم يربطه وجاء اليها في خطوات الرجال وقوة القادة ..ووجه يحمل براءة الطفولة .. وعيون تحكي حنان الام..

وانفاس تتعالى منه كانه يصارع ثورا على جبال الجليد .. 

نظرت اليه ولم تستطع القيام لمقابلتة ..وليس في قدمها قوة تحملها ..لتحتضنه الى صدرها .. 

فان هول المشهد وطوفان المفاجأة ارهقها جدا .. وقف حافط بين يدي الاميرة ..ثم انحنى وامسك يديها التي وجدها كانها صفحة من الثلج.. فاراد ان يرفعها من الارض فلم يكن في جسد متداعى من قوة .. فجثا على ركبتيه واحتواها بيد واحدة من ظهرها واسندها على كتفه فقامت معه بخطى ثقيلة ..وهي تنظر اليه في وجهه وعيونها تاااااااااائهة كانها لاتنظر الى ملامحه كانها تبحث او تنظر الى شئ ما وراء ذلك... ذهب بها الى شجرة من اشجارالمانجو ..بعد ان اخذ قطيفة من على سرج الجواد ..وبسط القطيفة على الارض ..ثم اجلسها لتستلقي ولكنها لم تستلقي ..بل ظلت جالسة حانية ساقيها تحتها ..متحملة على فخذ واحدة ..مستندة على يد واحدة واليد الاخرى ممسكة بيد حافظ ..وهو واقف يتبسم وهي تنظر اليه كانها نظرات الموت او من اغشي عليه .. وبعد قليل بدات ترجع من غيبوبة الاشواق شيئا فشيئا


الى اللقاء..

TAG

ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *