#اميرة_الجن_المظلومة.
الحلقة 16
بقلم طارق اللبيب ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
عندما ذهب الامير الوزاع الى مجلس الامناء في الولاية ..
لاحظ عليه الجالسون انه يحمل غما امثال الجبال ..
وهو شارد التفكير .. بعيد النظرات .. لاحظ ذلك جان اسمه اليسع ..
وبعد ان انقضى المجلس .. جلس اليسع مكانه .. حتى انفض الجلوس ..
وانفرد بالامير الوزاع .. كان اليسع صديقا قديما له ..
قال اليسع : يامولاي اراك شارد الذهن مشغول البال ..
فتنهد الامير الوزاع وتنفس وقال له :ارايت ياصديقي ماذا حل بي؟
فوالله لا ادري ماذا افعل ..
قال اليسع قل يامولاي فانا بئر اسرارك وخبير اوكارك ..
انا الدليل اسلك مسالكك .. واقيك برأي مهالكك ..
قال الوزاع : ان الاميرة سلمى يا صديقي .. تعلقها بغيري سبب ضيقي ..
وهي في قصري ممنونة ..وشعورها انها فيه مسجونة ..
هي بين يدي جثة لاروح فيها ..ولا اجد شيئا يحببها ويرضيها ..
فكرها في حافظ ليلا ونهارا ..وتعلن حبه في وجهي جهارا ..
بالامس ايقظتها تهمم في نومها .. ولا ارى منها ابتسامة طول يومها ..
قال اليسع انت تعلم اني خبير في السحر ..
فدعني اعقد لها عقد لنسيانه .. ثم اعقد لها اخرى للتعلق بك ..
قال الوزاع : لا اريد حبا ياتي بالسحر .. فانه امر مقهور ..
وانما اريد حبا ينبع من الفؤاد .. مقطرا بعطر الارادة .. متوشحا بثياب الحقيقة ..
فافعل ماتقدر عليه في منعها من التفكير فيه ..
فان خلا ذهنها فانا اكيد ان حبها سياتيني ..
قال اليسع امهلني حتى اتبع مسالك الروح منها اليه ..
فان الحب يتفاقم ان كان كلاهما يفكر في الاخر ..
وان الحب سيتعبها ان كانت تفكر فيه وهو لها ناسي ..
قال الوزاع : لا ادري ماذا في حافظ من المزايا التي تجعلها تفضله علي ..
فقال اليسع : يامولاي ان الحب لايعرف المنطق والمقارنة ..
والحب الحقيقي هو الذي يكون مع العيوب ..
وهو حب لغير المحبوب عادة .. فذلك هو المسمى بالاعمى ..
يتجرد القلب من الدهشة والاعجاب بالصفات والمزايا .. ويكون للحب فقط .. فان محمود الصفات .. سمح السجايا .. بهي الوجه .. جميل الطلعة .. محبوب عادة .. ولكن من كانت صفاته غير ذلك ..فان حبه يكون مغروسا في الروح اصيلا .. في المبدأ لايعرف صاحبه المقارنات والتخيير .. فهو مجبور عليه .. مسير طائعا ضعيفا ..
وهو اصعب انواع العشق..
فان الحب المبني على الاعجاب بالصفات .. او بجمال المنظر .. وبهاء المشهد ..
يزول شيئا فشيئا بزوال هذه الصفات ..
وكيف كيف يزول حبا لم يبنى على الاعجاب ..
سمع الامير الوزاع هذا الكلام الحكيم واقتنع به تماما ..
فقال لليسع افعل ماتراه مناسبا واخبرني ..
ذهب اليسع ليبدا في استكشافاته لاصول العلاقة بين الاميرة وحافظ ..
وقابله تعقيد شديد في الوصول الى ماهية الاتصال ..
فوجد ان هنالك تواصلا غريبا في الروحين ولكن لم يعلم به ..
مع انه من الجن الذين لهم خبرة في السحر دامت مئات السنين ..
اصابه ذلك باعياء ممزوج بالغضب ..
وطلب اذن الاختلاء من الامير فاذن له الامير فدخل خلوة ..
اياما طويلة .. ليكشف اسرار المجاهل .. ويسري في ظلام كانه اعماق البحار ..
ولندع اليسع في خلوته .. ونرجع الى الاميرة التي جاءها المخاض ..
لتضع اول مولود لها .. كان ذكرا .. عبارة عن نسخة مكررة من الامير الوزاع ..
حتى العكصة في اذنه اليسرى ..
الى اللقاء





ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق