#اميرة_الجن_المظلومة...
الحلقة 22
بقلم طارق اللبيب ..
بحثت عن عمل خفيف قريبا من دياري.. مثلي مثل أي جندي يتقاعد من الخدمة..
سواء تقاعد اختياري او اجباري.. ذهبت الى صديق لي في وسط الصحراء الغربية الكبرى ..
وكان صائغا فعملت معه بالصياغة ..
وكل خميس ارجع الى الجبل حيث تسكن خالتي العزيزة شقيقة الوالدة ..
كانت خالتي موسوعة لاتضاها من قصص وحكايات الجن .. والاسرار التي ورثتها من امها ..
وذلك ان جدتي لامي كانت من حكيمات الجن بغير منازعة ..
مماحكت لي خالتي بعد رجوعي من العراق ..بعد ان اخبرتها بقصة الاميرة المظلومة ..
وماحل بهامن الظلم والدمار ..
قالت لي خالتي كان في زمن بعيد من الازمنة السحيقة ..
فتى من الجن المسلمين اسمه سعيد ..
ارسلته امه لغرض في بلاد الصين ..وكان سعيد الوحيد في المنطقة من الجن الطيار..
طار سعيد بعد ان ودع امه وحبيبته خطيبته بنت عمه الهيفاء ..
وقال لها ياهيفاء اياك ان تتزوجي ان انا تأخرت ..
وقبل ان يصل سعيد لبلاد الصين قابله اربعة من سفها الجن الملاحدة ..ونصبو له كمين فكانوا من القطاع (قطاع الطرق) ..
وضربوه على راسه حتى اغمي عليه ..واخذوه فدخلوا به مغارة.. فلم يجدوا عنده شيئا
فاثقوه بالحديد والفولاذ والعزائم الصينية القديمة ..
وتركوه في المغارة بغير طعام ولاشراب ..
وبعد ثلاثة ايام اشت به الجوع والعطش وكاد ان يموت ..
فدخل عليه اسد روحاني.. ووجده قد اقترب من الموت ..فلم يفترسه ..
بل حرسه من بقية الاسود ..ثم ان الاسد اخذ يطعم سعيدا ويسقيه ..
ويذهب الى الغابات وياتيه بالعنب والثمار ..
وسعيد ياكل ولا يعي بماحوله.. فكانه مجنون فان الضربة على راسه اثرت على ذاكرته ..
وكان الاسد ينام بجوار سعيد..
وسعيد يحتضن الاسد في نومه..
ومرت الايام على هذا الامر..
وطال على الهيفاء غياب حبيبها ..
ورفضت كل زوج يتقدم لخطبتها .. وكانت تقول ان حبيبي امرني بالانتظار ..
وسانتظره الى اخر نفس ..
وبعد مضي مئه واربعين عاما ..
من الصبر والانتظار مرضت الهيفاء العذراء العجوز ..
واشرفت على الهلاك ..
وهي في فراش الموت صاحت باعلى صوتها ياسعيد ياحبيبي ..
انتظرتك فلم تأ ت.. ولو لا الموت لانتظرتك الى يوم القيامة ..
فاوصل الله صوتها لاذن سعيد ..فاستفاق من غيبوبته بعد اربعين سنة..
فتفاجأ باظافره الطويلة وشعره الابيض ..
ثم اخذ يصيح طالبا للمساعدة ..
فسمعه بعض الجن من خارج المغارة.. فدخلوا اليه وفكوا وثاقة .. وابطلو العزائم ..
وطار قبل ان يشكرهم قاصدا بلاده ..
فلما وصل البلاد تغيرت ولم يرع للامر اهتماما ..
وتوجه اليى بيت الهيفاء فوجدها تلفظ انفاسها الاخيرة ..
فلما راته قالت له الحمد لله انك حضرت ياحبيبي لقد انتظرتك ومازلت ..
فهل انت عني راض ؟؟ ثم ماتت ..فقال لها لاتسبقيني انتظريني فانا ذاهب معك..
فسقط عندها فمات فدفنوا في قبر واحد..
قصت لي هذه القصة خالتي لماذا؟
تريد خالت ان تسليني ..
قالت لي يوما يا مهران.. الا تخشى ان يتقدم بك العمر اكثر من هذا ؟
قلت لهاماذا تقصدين ياخالتي قالت لي اريدك ان تتزوج يا بني.. فانا اريد ان ارى ابناءك قبل ان يحتويني الموت.. اريد ان ارى اولادك يمرحون بين يدي..
وبعد ان قالت هذا الكلام فجأة احسست اني اشتاق الى جنية واحدة في الوجود ..
انها نائلة..اي نعم نائلة .. وصيفة الاميرة سلمى ..
فقد نبت شئ في قلبي تجاهها.. ومازالت الايام ترعاه ..حتى وان ابتعدت منها وحاولت ان اشغل نفسي عن التفكير بها.. الا ان نائلة استولت على قلبي..
هاهاهاه هذا سر لم اخبركم به .. انا مهران كاتم الاسرار ..
الى اللقاء





ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق